تربية الدجاج في المنزل
ما هو الدَّجاج؟
الدَّجاج هو اسمٌ يُطلَق على أكثر من 60 سلالةً من الطُّيور مُتوسِّطة الحجم غير القادرة على الطَّيران، التي شاع تدجينها واستئناسها بين البشر مُنذُ عُصور ما قبل التَّاريخ سعياً وَراء بيضها ولحُومها. يُعتقد أن أصل كُلِّ الدجاج المُدَجَّن حالياً في مُختلف أنحاء العالم يعود إلى نوعٍ من الطيور يُسمَّى ديك الأدغال الأحمر كان يعيش في الهند، ونجح البشر باستئناسه مُنذ آلاف السِّنين، فنقوله معهم إلى جميع القارات. من المُحتمل أن عدد طُيور الدَّجاج حول العالم يفوقُ عدد أيَّ نوعٍ آخر من فصيلة الطيور، إذ يُقدَّر كمُّ الدجاج الذي يستهلكه سكان الأرض سنوياً بأكثر من 28 مليار كيلوغرام، ويبلغُ عدد البيض الذي يتناولونه بأكثر من 500 مليار بيضة في العام. يتراوح وزن الدجاجة البالغة بينَ نصف كيلوغرام وخمسة كيلوغرامات (حسب النَّوع)، ويتميَّز الدجاج بأنَّه طائرٌ لا يستطيع الطيران، إلا أنَّ جسمه مُغطَّى بالريش بالكامل ما عدا أرجله الحرشفيَّة، وله زوائد لحميَّة على جسمه، تُسمَّى العُرف (فوق المنقار) والدالية (تحتَ المنقار)، واللَّتين تمتازان بلونهما الأحمر بسبب تدفُّق الدم خلالهما.
تربية فراخ الدَّجاج
يُفضِّل مُعظم النَّاس البدء بتربية فراخ الدَّجاج حديثة الفقس (بعُمر يومٍ واحد)، والتي يُمكن شراؤها من العديد من المتاجر المحليَّة، وعادةً ما يبتاعون الدجاجات الإناث في البداية ويتجنَّبون الأدياك، وذلك لأنَّ الديك كثيرُ الضَّجيج وعنيفٌ مع الدجاجات الأخرى، التي سترتاح أكثر بدونِ وُجوده. من المُمكن أيضاً الحُصول على بيض الدَّجاج وحضانته حتى يفقس منزلياً، أو شراء دجاجات مُكتملة النُموِّ ومُستعدَّة لوضع البيض، وهو خيارٌ قد يكون مُريحاً للجُدد على تربية الدَّجاج، فلذلك عِدَّة إيجابيَّات، منها أنَّ الدجاج البالغ يبدأ بإعطاء البيض بسُرعة، وأنَّه أقلُّ عُرضةً للموت بكثيرٍ من الدجاجات الصغيرة، التي تواجه باستمرارٍ أخطار الحيوانات المفترسة والأمراض والآفات وسوء العناية.
تعتبر الأيام الأولى من عمر الدواجن خطرةً عليها، ولذلك يجبُ مُراقبة فراخ الدجاج خلال ساعات فقسهم الأولى، ويُفَضَّل إعطاؤهم الماء المُحلَّى بالسكر بنسبة 8-10%، كما تتوجَّب مراعاة عدم تزاحم الفراخ داخل القفص، ومن المُهمِّ تنظيف المعالف الخاصة بالأكل والشرب باستمرارٍ لضمان صحَّتها، ويجب توفر التدفئة والتهوية داخل بيتها. وبيت الدَّجاج هو مسألة جوهريَّة في تربيته، ويختار الهواة في الكثير من الأحيان بناء بيتٍ للدجاج بأنفسُهم، فهوَ أمرٌ سهل وغير مُكلف، إلا أنَّه يُمكن شراؤه جاهزاً أيضاً. يُمكن تربية ما يتراوح من دجاجتين إلى أربع دجاجات في البيت الواحد، وهو عددٌ كافٍ للحُصول على إنتاجٍ عالٍ من البيض.
وبعد مُرور فترة تتراوح من 20 إلى 24 أسبوعاً (خمسة إلى ستَّة شُهور) بعد الفقس يفترض أن يبدأ الدجاج بوضع البيض، وهذه هي المرحلة التي يبدأ عندها المُزارعون بالاستفادة من دجاجهم، ويبلغ إنتاج البيض عادةً حوالي 5 إلى 6 بيضاتٍ في الأسبوع الواحد، إلا أنَّه يتناقصُ في فصل الخريف والشتاء مع تناقصُ ساعات النَّهار، ومع بدء الدجاج بدورة تبديل ريشه. في فصل الرَّبيع التالي، سيكون ريش الدجاج قد تجدَّد وسيعود لإنتاج البيض بُمعدَّلٍ أكبر. وبصُورةٍ عامَّة، كُلَّما مضت سنة واحدة من عُمر الدجاجة سينخفض إنتاجها الأسبوعيّ من البيض بنسبة 20% تقريباً.
احتياجات أساسية للدّجاج
من المتطلَّبات الأساسيَّة التي تحتاجها تربية الدَّجاج في المنزل:
المسكن: يجب أن تكون الأرضية إسمنتية، ويجب أن يحتوي المسكن على التبن والقش ونشارة الخشب فوقَ أرضيَّته، ومن المُهمِّ جداً التنظيف المستمر والتهوية لمنع الرطوبة، وأيضاً يجب تجهيز العدد الكافي من المعالف التي يوضع فيها الأكل والشرب. وعلى المسكن أن يكونَ محمياً جداً بسبب كثرة الكائنات المُفترسة التي يُمكن أن تسعى للوُصول إلى الدَّجاج أو الفراخ والتهامهم، مثل الكلاب والقطط الضالَّة، وحتى الطُّيور الجارحة في بعض الأحيان، وذلك فضلاً عن كثرة الحشرات التي ستُحاول الوُصول إلى الدجاج، مثل الصَّراصير والذُّباب، والتي تتسبَّب بنقل الأمراض والأوبئة إليه.
التدفئة: من المهم جداً في فصل الشِّتاء توفير التدفئة الملائمة داخل مسكن الدجاج، وذلك لتجنُّب إصابته بأمراض الجهاز التنفسيّ أو الموت في بعض الأحيان، وخاصَّةً من الطيور الصغيرة بسبب حساسيتها العالية للبيئة المُحيطة بها.
الإضاءة: إن أمكن توفيرها، ومن المُهمِّ توفير مصباحٍ كهربائي حراريّ (يُوفِّر الضوء والدِّفئ في الوقت نفسه) وتشغيله بصُورةٍ مستمرة – طوال اليوم – للفراخ الصَّغيرة التي تتراوح أعمارها من أسبوعٍ واحدٍ إلى 20 أسبوعاً، وهو أمرٌ في غاية الأهمية لتشجيع الصغار على النمو والحيوية. يُمكن ابتياع مصباحٍ مثل هذا من المتاجر الزراعيَّة، وإن كان عدد الفراخ قليلاً فمن المُمكن الاكتفاء بمصباحٍ عاديّ بقُدرة 75 إلى 100 واط لأداء الوظيفة. لو تكوَّمت الفراخ حول بعضها كثيراً فقد يعني ذلك أنَّها تشعرُ بالبرد وتحاول الحُصول على الدفء من حرارة أجسامها، ومن ثمَّ سيكون من الضروريّ تقريب المصباح منهم أو تقويته.
التغذية: يجب إعطاء الدَّجاج الغذاء المناسب، فهناك الأعلاف الخاصة التي يمكن شراؤها من الأسواق، ومن الضروريّ تفقُّد الماء يومياً للتأكُّد من عدم نقص السَّوائل لديه. ويحتاج الدجاج إلى الكثير من الغذاء لإنتاج بيضه وصغاره، ولذا فإنَّ إحدى أفضل الطُّرق لإطعامه هي إعطاؤه مُخلَّفات أو بواقي تجهيز الطعام في المطبخ، مثل بواقي الخضار والفواكه، لكن يتوجَّب الانتباه جيداً لما يُعطى لها من بواقي الطعام، فلا يجب إعطاؤها أي طعام يحتوي على اللحوم أو أي بواقي لمنتجات اللحوم كافة. ويمكن أيضاً أن تُقدَّم إليه الأرز المطبوخ، والمعكرونة، والبطاطس، والذرة، والخبز، أو البقوليات مثل العدس النيء، أو الأرز النيء، بالإضافةً إلى الشعير.كما يتوجَّبُ تنظيف المعالف بعد كل وجبة طعام لكي لا تُترك الفرصة لحدوث الترنّخات التي تنتج عنها نموُّ الميكروبات والفطريات المُسبِّبة للأمراض.
التحصين: من الأمور شديدة الأهميَّة في تربية هذه الطيور تلقيحها باللقاحات اللازمة لاستمرار نُموِّها دون أن تتعرَّض للأمراض الشائعة بينَ الدواجن، وخاصةً في الفترة المُبكِّرة من عمرها، وقد يصعبُ أحياناً التعرُّف على أمراض الدَّجاج بسبب عدم سُهولة تشخيص الأعراض بالنسبة للأشخاص المبتدئين في هذا المجال، ولذلك قد تكون ثمَّة حاجةٌ لسُؤال واستشارة خبراء في المجال.
الوقاية من أمراض الدَّجاج
بالنسبة إلى وسائل الوقاية التي يُمكن اتِّباعها لتجنُّب حدوث وانتقال الأمراض للدَّجاج المنزليّ، فمنها:
- المداومة على تنظيف مساكن وأواني الدجاج باستمرار، والحفاظ على جفاف الأرضية والأعشاش،
- كما يُمكن السيطرة على “عادة الافتراس” بتجنُّب التزاحم بين الدجاجات، ويكون ذلك بتوفير المساحة الكبيرة المناسبة التي يُحدِّدها عدد الطيور الموجود. عدم تربية أكثر من نوع من الدواجن في نفس المسكن، بل من الضروري الفصل بينها.
- يجب الرجوع للطبيب البيطري في حال مشاهدة أو رصد أيِّ عارض عليها يدل على أنَّها مريضة.
- الفرز بين الدواجن من حيثُ الأدياك والدجاج.
- التخلّص من مخلفات الدجاج في أماكن بعيدة عن المساكن، ورشّ النفايات من باب الاحتياط إن أمكن، وذلك لتفادي انتشار الأمراض.
- في العادة يقوم مربي الدواجن بقصِّ الجزء العلوي من مناقير الدجاج في اليوم السَّابع إلى العاشر لعدة أسباب، وهي منع “عادة الافتراس” (أي تكسير الدجاج للبيض بمناقيره)، وتجنُّب هدر الأعلاف